كرَّر أمر التّقوى مرة ثانية بعد أن حثَّهم على التّقوى في الآية (١٠٦) فقال: ألا تتقون.
كرَّر التّقوى للتوكيد على أهمية التّقوى، وليدل على طول الزمن في التبليغ أو طول الدعوة، وكرر الآيات (١٠٧، ١٠٨، ١٠٩) خمس مرات مع خمس رسل: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، فكل من هؤلاء الرسل قالوا لأقوامهم:{إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}، {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}، {وَمَا أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وهناك فرق بين التّقوى والطّاعة، الطّاعة: الانقياد لمطلوب الشّارع بما أمر به واجباً كان أم مستحباً، والتّقوى كف النّفس عما نهى عنه الشّارع حراماً كان أم مكروهاً، والتقوى: خصلة، أو جزء من الطاعة؛ فالطاعة أعم.
ارجع إلى سورة المائدة آية (٢) لمزيد من البيان في معنى التّقوى.
وقدَّم التّقوى على الطّاعة: لأنّها الأصعب فالطّاعة تؤدِّي إلى منع العقوبة. والتّقوى لا تطلق إلا على من يستحق الثّواب (الكليات) اللغات.
{وَأَطِيعُونِ}: ولم يقل: وأطيعوني. أطيعون فقط بما جئتكم به من ربكم. ولا تشمل طاعته الذّاتية، أي: لا يسألهم أن يطيعوه في كل شيء، أما وأطيعوني فتشمل كل أمر صغير وكبير.