وفي سورة آل عمران، الآية (٣٩): {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} ويحيى غلام.
إذن {يَازَكَرِيَّا}: يا: النّداء والتنبيه؛ أي: فنادته الملائكة، ومتى كان النّداء؟ وهو قائم يصلي في المحراب، كما بينته الآية (٣٩) من سورة آل عمران: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ}.
{إِنَّا}: بصيغة الجمع والتعظيم لله سبحانه.
{نُبَشِّرُكَ}: والبشارة: تكون عادة لأمرٍ سار، ولأوّل مرة وكان بغلام، ولم يقل: ولد؛ لأن الولد قد يكون ذكراً أو أنثى؛ اسمه يحيى. سماه الله يحيى، ولم يترك لزكريا تسميته.
{يَحْيَى}: يعني: لا يموت، وقد قتل يحيى وذبح على يد ملك الرّومان، فكيف سمي يحيى، وهو لم يعش طويلاً؟
قالوا: بما أنّ يحيى قتل صار شهيداً، والشّهيد لا يأتيه الموت أبداً، بل بمجرد قتله يدخل الجنة، كما قال تعالى:{أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: ١٦٩]، تبارك الله ومن أصدق من الله حديثاً.
{لَمْ نَجْعَل لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}: لم: حرف نفي؛ أي: لم يُسمَّ أحدٌ من قبل بهذا الاسم، كما روي عن ابن عباس، أو لم نجعل له من قبل مثلاً، وشبهاً من حيث لم يعص الله تعالى، ولم يَهُم بمعصية، أو لم تلد امرأة عاقر مثله ولداً. والأرجح هو لم يسم باسمه أحد قبل ذلك.
{سَمِيًّا}: مشتقة من الاسم، أو التسمية، أو مشتقة من سَميّ؛ أي: الشبيه، أو المثيل.