{عَسَى رَبُّكُمْ}: أداة للترجي؛ أي: أن تكونوا راجين ربكم أن يرحمكم، ولا تعني: أن الله سبحانه هو الّذي يرجو.
{أَنْ يَرْحَمَكُمْ}: أن: أداة استقبال خاصة بالمستقبل، والخطاب لبني إسرائيل؛ أي: عسى ربكم أن يرحمكم حينذاك؛ أي: حين يجيء وعد الآخرة، أو في المستقبل.
انتبه إلى الفرق بين: عسى أن يرحمكم، أو عسى أن ترحموا، وبين: لعلكم ترحمون.
عسى أن ترحموا، أو أن ترحموا: أن: تفيد الاستقبال؛ أي: الرّحمة في المستقبل، ولا تعني الآن، وعسى دائماً تقترن بأن في القرآن.
بينما لعلكم ترحمون: زمن الرّحمة مطلق في الماضي، والمستقبل، والحاضر، وفيها تجدد، واستمرار.
ولعلكم ترحمون: معناها اتخاذ الأسباب الّتي توصل إلى الرّحمة مع رجاء الرّحمة من الله معاً، ولو أراد اتخاذ الأسباب فقط بدون رجاء الرّحمة من الله لقال بدلاً من لعلكم ترحمون: لترحموا.
{وَإِنْ}: شرطية تفيد الاحتمال.
{عُدتُّمْ عُدْنَا}: أي: إن عدتم إلى الفساد للمرة الثّالثة، عدنا إلى عقوبتكم، ولم يقل: وإن تعودوا نعد، الّتي تدل على كثرة العودة مرات عديدة. ارجع إلى سورة الأنفال، آية (١٩)؛ للمقارنة.
{وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ}: جهنم: ارجع إلى الآية (١٨) من سورة الرعد.
{حَصِيرًا}: أصل الحصير: البساط المنسوج الّذي يفرش على الأرض، وحصير من الحصر؛ أي: التضييق؛ أي: جعلنا جهنم سجناً، أو محبساً ضيقاً يحبسون فيه؛ أي: لا يخرجون منها، وهي ضيقة مطبقة عليهم لها ميزتان: الحبس، والضيق. وفي سورة الهُمزة، آية (٨-٩): وصفها "إنها عليهم مؤصدة في عمد ممدة".