في الآية السّابقة قال تعالى: الأنعام خلقها لهم وملكها لهم، وفي هذه الآية يذكر أنه ذلّلها لهم، إذن من قدرته تعالى أنّه خلق وملّك وذلّل الأنعام.
{لَهُمْ}: اللام لاختصاص النّاس لخدمة النّاس.
التّذليل: يُحتاج إليه لتصبح الأنعام سهلة يقودها الصّغير والكبير، والتّذليل يفيد الرّكوب، ولولا التّذليل لكان من الصّعب الانتفاع منها.
{فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ}: الفاء: استئنافية للتفصيل، ومن: للتبعيض؛ أي: من الأنعام ما يُركب ومنها ما لا يُركب.
{وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ}: منها (من) بعضية، من بعضها تأكلون؛ أي: لا تأكلون كلّ أجزائها، فالجلد والعظام لا تأكلونه، أو: لا تأكلون كلّ الأنعام وإنما قسماً منها، فمثلاً كثير من النّاس لا يأكلون لحم الجمل، (يأكلون) تدل على التّجدد والتّكرار والاستمرار.