للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يونس [١٠: ٤٢]

{وَمِنْهُم مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ}:

{وَمِنْهُم}: تعود على المكذبين، والّذين قالوا: افتراه، ومن الّذين لا يؤمنون.

{مَنْ}: للتوكيد، وتشمل المفرد، والمثنى، والجمع.

{يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}: يستمعون إليك: إذا قرأت القرآن، ويستمعون، ولم يقل: يسمعون؛ يستمع: هو الّذي يسمع عمداً؛ أيْ: يقصد الاستماع، أو السّمع؛ أما يسمعون: من يسمع: هو الّذي يسمع عرضاً من دون نية، أو قصد.

{يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}: لا لغرض الهداية، وإنما للطعن في القرآن، والاستهزاء به، أو التّكذيب، واللغو فيه.

{يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}: تدل على كثرة المستمعون، ولم يقل: ومنهم من يستمع إليك: تدل على قلة المستمعون كما قال تعالى في الآية (٤٣) القادمة، ومنهم من ينظر إليك التي تدل على الإفراد الذي يدل على القلة مقارنة بالجمع الذي يدل على الكثرة كما في هذه الآية (٤٢)، كما ورد في سورة الأنعام، الآية (٢٥)؛ حيث كان المستمعون (٥-٧) نفر كما قال ابن عباس.

{أَفَأَنْتَ}: الهمزة: للاستفهام الإنكاري؛ تفيد النّفي، والتّعجب.

{تُسْمِعُ الصُّمَّ}: والأصم هنا يعني: الّذي يصل الكلام إلى أذنيه، ويسمعه، ولكنه لا ينتفع بما يسمع؛ فكأنه مصاب بالصّمم.

{وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ}: الواو: العاطفة، لو: شرطية، لا: النّافية.

{يَعْقِلُونَ}: أضاف عدم الفهم، أو العقل إلى مرض الصّمم.