للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة القصص [٢٨: ٥٤]

{أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}:

{أُولَئِكَ}: اسم إشارة واللام للبعد وتشير على مؤمني أهل الكتاب الّذين آمنوا بالقرآن وبما أنزل على محمّد -صلى الله عليه وسلم- ويؤمنون بما أنزل إليهم من التّوراة والإنجيل.

{يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ}: الإيتاء هو العطاء. ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة لمزيد من البيان.

الأجر: مقابل العمل الأجر: الثّواب، مرتين: أيْ: أجرهم مضاعف؛ لأنّهم آمنوا بما أنزل إليهم وآمنوا بالقرآن، أو لأنّهم آمنوا بموسى وبمحمّد عليهم السلام.

{بِمَا صَبَرُوا}: الباء للإلصاق أو السّببية، صبروا: على إيذاء قومهم وعلى طاعة ربهم وإيمانهم.

{وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ}: الدّرء: الدّفع بسرعة أي: لا ينتظرون زمناً طويلاً بعد فعل السّيئة حتّى يفعلوا الحسنة، كقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: ١١٤]، ويكون ذلك بالتّوبة والإنابة إلى الله بسرعة، أما الفرق بين الدّفع والدّرء فهو: أن الدّفع يكون بقوة وشدة، والدّرء يكون بسرعة.

ويدرؤون بالحسنة السّيئة قد تعني: يقابلون المسيء إليهم بالقول الحميد والعمل الصّالح ولا يقابلون السّيئة بالسّيئة.

ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٠١) لمزيد من البيان في معنى الحسنة.

{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}: من بعضية أيْ: من بعض ما رزقناهم، ينفقون: بالصّدقات والزّكاة والإنفاق على أعمال الخير، ومما رزقناهم ينفقون أوسع وأشمل من القول ويؤتون الزّكاة، يؤتون الزّكاة تنطوي تحت آية {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}: وبصيغة المضارع لتدل على التّجدُّد والاستمرار.