{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ}: الواو استئنافية، لا النّاهية، تجادلوا أهل الكتاب: الجدال هو الحوار الّذي يحدث بين طرفين أو أطراف، ويكون لدفع شبهة أو إثبات حق أو إظهار حُجة، ويجب أن يكون له هدف أو غاية وهي إظهار الحق وإبطال الباطل، وإخراج الإنسان من الكفر إلى الإيمان وليس مجرد جدال لا فائدة منه، أهل الكتاب: أهل التّوراة والإنجيل؛ أي: اليهود والنّصارى.
{إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ}: إلا تفيد الحصر، فقط جادلوهم بالّتي هي أحسن: أفضل، وهي الحكمة والموعظة الحسنة والرّفق واللين، كما قال تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ}[النحل: ١٢٥].
{إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}: إلا أداة حصر، ظلموا منهم: بالشّرك أو أظهروا لكم العداء والمحاربة، عندها جادلوهم بالمثل.
{وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ}: أي التّوراة والإنجيل، ولا يدخل في ذلك ما حرّفوه أو بدّلوه.
{وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ}: الإله: مشتقة من أَلَّه؛ أي: عَبَدَ، فيكون الإله هو المعبود، واحد؛ أي: لا شريك له ولا ولد ولا ندَّ ولا مثيل. ارجع إلى سورة الصافات آية (٤) للبيان المفصل والفرق بين أحد وواحد.
{وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}: مخلصون موحدون منقادون مطيعون، ومسلمون: جملة اسمية تفيد الثّبوت والاستقامة على ذلك.