وما: الواو استئنافية، ما: النّافية، خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلاً: أي عبثاً لا جدوى منه ولا فائدة، وبلا حكمة، والباطل ضد الحق، فهي تسبّح الله وهي تعتبر سقفاً محفوظاً ومصدراً للرزق، وما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما إلا بالحق؛ أي: بالدّقة التّامة وبالقوانين الثّابتة الّتي تحكم السّموات وما فيها من أجرام ومجرّات ونجوم تجري في أفلاك ثابتة لا تصطدم ببعضها منذ خلقها الله تعالى.
والسّماء تعريفها: كلّ ما علاك، وتشمل السّموات السّبع والسُّحب والطّبقات الغازية المحيطة بالأرض.
{ذَلِكَ}: ذا اسم إشارة، واللام للبعد، والكاف للخطاب، ذلك: إشارة إلى خلقهما عبثاً.
{ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا}: ظنوا ذلك باطلاً؛ لأنّهم لا يؤمنون أنّها تسبّح وتسجد وأن لها مهمة كما لهم مهمة، وأنّها من الآيات الدّالة على وحدانيته وقدرته وعظمته، وظنهم لا يغني من الحق شيئاً.