للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة القصص [٢٨: ١٦]

{قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}:

{قَالَ رَبِّ}: موسى، ولم يقل: يا رب؛ لأنّه يعلم أنّ ربه قريب منه فلا يحتاج إلى أداة النّداء للبعد.

{إِنِّى}: للتوكيد.

{ظَلَمْتُ نَفْسِى}: بقتل هذا القبطي، مباشرة يعترف موسى بذنبه وظلمه لنفسه فيستغفر ربه ويبادر بالتّوبة والاستغفار.

{فَاغْفِرْ لِى}: أي: استر ذنبي ومحوه ولا تعاقبني عليه.

{فَغَفَرَ لَهُ}: بعد توبته.

{إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}: إنّ للتوكيد، وهو للحصر والتّأكيد، وهو الغفور الرّحيم: الغفور صيغة مبالغة كثير المغفرة، الرّحيم بعباده فلا يعذبهم بذنب تابوا منه، والسّؤال: هل أعلم الله سبحانه موسى أنّه غفر له أم لم يعلمه، قال بعض المفسرين أنّ موسى لم يعلم بمغفرة الله له؛ لأنّه لم يكن نبياً بعد، وقد نُبِّئ بعد نبوته، وقول موسى في الآية القادمة: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَىَّ} لا تشمل أو يقصد بها المغفرة؛ المغفرة على قتل القبطي، وإنما النّعم الأخرى، ومن المفسرين من قال: إنّ موسى علم بمغفرة الله له؛ ولذلك قال: فلن أكون ظهيراً للمجرمين، والله أعلم.