للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الأعراف [٧: ١٦٤]

{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}:

{وَإِذْ}: واذكر إذ قالت، أو حين قالت. إذ: ظرفية زمانية؛ للزمن الماضي.

{قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ}: أمة: جماعة، أو فئة منهم من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر؛ إذ انقسمت القرية، كما قيل إلى ثلاث جماعات، أو فئات.

الفئة الواعظة؛ أي: الآمرة بالمعروف، والناهية عن المنكر.

الفئة الموعوظة؛ أي: العاصية التي تحتال، وتصطاد يوم السبت.

الفئة الثالثة: المتبقية من أهل القرية، ليس هم من الفئة الواعظة، أو الموعوظة، ويمكن تسميتهم الفئة الحيادية المتفرجة.

{لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا}:

{لِمَ}: استفهامية.

{تَعِظُونَ}: من الوعظ، ويعني: النصح، والتحذير، والأمر، والنهي، والإرشاد بأسلوب الترغيب، والترهيب. ارجع إلى آية (٤٥) من نفس السورة؛ لمزيد من البيان.

{إِذْ}: بمعنى: حين قالت أمة منهم (الفئة الثالثة الحيادية) تسأل الفئة الواعظة (الآمرة بالمعروف، والناهية عن المنكر)؛ لما تعظون الفئة العاصية التي تصطاد (الفئة الثانية).

{اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا}: لما تعظون الفئة العاصية التي تحتال، وتصطاد في يوم السبت ما دام اختاروا أن يهلكهم الله، أو يعذبهم عذاباً شديداً؛ أيْ: مصيرهم إلى الهلاك.

{قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ}: قالت الفئة الواعظة: نعظهم؛ ليكون لنا عذراً عند ربنا؛ لأننا لم نستطع هدايتهم، أو منعهم من ارتكاب المعصية، وهي الصيد يوم السبت.

{وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}: أيْ: والسبب الثاني: لعلَّهم يتقون.

لعلَّ: تفيد التعليل.

{يَتَّقُونَ}: يطيعون أوامر الله، ويتجنبون الاصطياد يوم السبت، ويعودون إلى رشدهم؛ لأننا لم نيأس بعد من هدايتهم.

{وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}: إذا قاموا بأعمال التقوى الأخرى، وسألوا الله العون؛ لعلَّ الله يجعلهم من المتقين.