للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة البقرة [٢: ٥١]

{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ}:

{وَإِذْ}: أي: واذكر، إذ: ظرفية زمانية، للماضي؛ أي: واذكر إذ واعدنا موسى، أو وذكر حين واعدنا، على وزن فاعلنا، وتشير إلى مشاركة (مفاعلة)، من طرفين؛ أي: الله سبحانه، وعد موسى، وموسى قبل الوعد.

{مُوسَى}: اسم أعجمي، أصله بالعبرانية موشا.

مو: هو الماء، وشا: هو الشجر، وسمي بذلك؛ لأنّ موسى -عليه السلام- ، التقط في مكان، فيه ماء، وشجر (اليم وقصر فرعون).

هو موسى بن عمران، من ذرية يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليه السلام- .

{وَاعَدْنَا مُوسَى}: بعد نجاة موسى، وقومه من آل فرعون، ومن الغرق، ووصلوا سيناء.

{وَاعَدْنَا}: جاءت بصيغة التعظيم، {وَاعَدْنَا مُوسَى}: لاستلام التّوراة، والألواح، وضرب له ميقاتاً مكاناً جانب الطور الأيمن.

وزمناً {أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}: كان الوعد ثلاثين ليلة، ثم أتمها الحق سبحانه بعشر أخرى، كما قال تعالى في سورة الأعراف الآية (١٤٢): {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} ففي آية البقرة إجمال للزمن، وفي آية الأعراف تفصيل للزمن، وتفصيل لكثير من الأحداث التي لمت ببني إسرائيل.

قال سبحانه: أربعين ليلة، ولم يقل نهاراً؛ لأنّ القمر، هو المعتمد عليه في تحديد الشهور.

{لَيْلَةً}: مؤنث ليل، من مغرب الشمس، إلى طلوع الفجر.

واليوم في القرآن؛ يعني: النهار، وزمنه؛ من طلوع الفجر، إلى مغرب الشمس؛ أي: ما يعادل (١٢ ساعة)، وليس (٢٤ ساعة).

{أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}؛ في قول أكثر المفسرين: كانت ثلاثين ليلة، من ذي القعدة، وعشر من ذي الحجة.

{ثُمَّ}: لمجرد الترتيب، في الذكر.

{اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ}: {اتَّخَذْتُمُ}: صيرتم، أو حولتم العجل إلى إلهٍ؛ أي: العجل الذي صنعه لهم السامري، واتخذ من الأفعال الّتي تأخذ مفعولين؛ أي: اتخذتم العجل إلهاً، فالعجل؛ هو المفعول الأول، وأما المفعول الثّاني إلهاً، محذوف في جميع القرآن، وذلك تحقيراً وتوبيخاً؛ لما فعلوه من قمة الفساد، فلا يستحق الذكر.

{مِنْ بَعْدِهِ}: من بعد ما جاء موسى لميقاتنا.

{وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ}: أنتم: ضمير منفصل، يفيد التّوكيد.

{ظَالِمُونَ}: من الظلم، وهو الشرك، {وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ}: بإشراككم، باتخاذكم العجل، {ظَالِمُونَ}: جملة اسمية، تدل على الثبوت، بثبوت صفة الظلم لهم، انظر إلى التفاصيل في سورتي الأعراف، آية (١٤٨)، وطه، آية (٨٧-٨٨).