للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة الشورى [٤٢: ٤٤]

{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِىٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ}:

{وَمَنْ}: الواو استئنافية، من شرطية.

{يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِىٍّ مِنْ بَعْدِهِ}: أي من اختار لنفسه طريق الضّلالة وسعى إليها واستمر على ذلك، وفرح بها ولم يتُب ولم يعد هناك أملٌ في عودته إلى طريق الرّشاد والتّوبة، فما له: الفاء للتوكيد، له: اللام لام الاختصاص، من وليّ من بعده: من استغراقية، وليّ من بعده: أي من بعد الله، قادر على هدايته؛ أي: لن يجد أيّ وليّ يتولاه، يتولى أمره من قريب أو بعيد ويُعينه على العودة والإنابة إلا الله.

{وَتَرَى الظَّالِمِينَ}: رؤية بصرية يوم القيامة، الظّالمين: المشركين الكافرين بالله، والمكذبين بالبعث والآخرة والظّالمين أنفسهم بالمعاصي والفساد وصدّ النّاس عن دين الله، ومحاربة دين الله.

{لَمَّا}: ظرف زماني بمعنى حين.

{رَأَوُا الْعَذَابَ}: رأوا بصيغة الماضي بدلاً من المستقبل، كأنّ العذاب حدث وانتهى.

{يَقُولُونَ}: عند رؤية العذاب وجهنم.

{هَلْ}: استفهام يحمل معنى الاستبعاد والنّفي.

{إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ}: هل إلى مردٍّ إلى الدّنيا من سبيل، من استغراقية؛ أي: أليس هناك طريق أو وسيلة نسلكها للعودة للدنيا لنؤمن بالله ونعمل صالحاً من سبيل تشمل: الملجأ أو سبيل إلى الهداية، كقولهم: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ} [فاطر: ٣٧] وكقولهم: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام: ٢٧].

سورة الشّورى [الآيات ٤٥ - ٥١]