{يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِىٍّ مِنْ بَعْدِهِ}: أي من اختار لنفسه طريق الضّلالة وسعى إليها واستمر على ذلك، وفرح بها ولم يتُب ولم يعد هناك أملٌ في عودته إلى طريق الرّشاد والتّوبة، فما له: الفاء للتوكيد، له: اللام لام الاختصاص، من وليّ من بعده: من استغراقية، وليّ من بعده: أي من بعد الله، قادر على هدايته؛ أي: لن يجد أيّ وليّ يتولاه، يتولى أمره من قريب أو بعيد ويُعينه على العودة والإنابة إلا الله.
{وَتَرَى الظَّالِمِينَ}: رؤية بصرية يوم القيامة، الظّالمين: المشركين الكافرين بالله، والمكذبين بالبعث والآخرة والظّالمين أنفسهم بالمعاصي والفساد وصدّ النّاس عن دين الله، ومحاربة دين الله.
{لَمَّا}: ظرف زماني بمعنى حين.
{رَأَوُا الْعَذَابَ}: رأوا بصيغة الماضي بدلاً من المستقبل، كأنّ العذاب حدث وانتهى.
{يَقُولُونَ}: عند رؤية العذاب وجهنم.
{هَلْ}: استفهام يحمل معنى الاستبعاد والنّفي.
{إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ}: هل إلى مردٍّ إلى الدّنيا من سبيل، من استغراقية؛ أي: أليس هناك طريق أو وسيلة نسلكها للعودة للدنيا لنؤمن بالله ونعمل صالحاً من سبيل تشمل: الملجأ أو سبيل إلى الهداية، كقولهم:{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ}[فاطر: ٣٧] وكقولهم: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[الأنعام: ٢٧].