{وَمَا كُنْتَ تَتْلُوا}: ما النّافية، كنت تتلو: من التّلاوة وهي القراءة من القرآن، ولا تكون إلا من القرآن، واختار (تتلو)؛ لأنّك لا تقرأ إلا ما سمعت من جبريل، وتتلو: أي تقرأ بعد ما سمعت؛ أي: تسمع أولاً ثمّ تحفظ ثانياً ثمّ تقرأ ما حفظت ثالثاً.
والتّلاوة: تعني تتلو آية بعد آية.
{مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ}: من قبله: أي من قبل نزول القرآن عليك، من استغراقية، كتاب: نكرة؛ تعني: أيَّ كتاب.
{وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}: يعني الكتابة؛ أي: كفار قريش أو أهل مكة يعلمون سيرتك من قبل نزول القرآن عليك، أنّك ما تلوت قبله أيَّ كتاب وما كتبت بيمينك أيَّ كتاب؛ أي: ما علموا من (٤٠) سنة قبل البعثة لك أيَّ قراءة أو كتابة، ومن الجدير بالذّكر أنّه قد ذكر في التّوراة والإنجيل أنّ محمّداً -صلى الله عليه وسلم- لا يخطُّ ولا يقرأ.
{إِذًا}: حرف جواب.
{لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}: اللام للتوكيد، ارتاب من: الريبة وهي الشّك والاتهام، المبطلون: جمع مبطل وهم الّذين يأتون بالباطل، والباطل هو ما لا وجود له، المبطلون الذين يقولون: هو سحر أو شعر أو كذب أو افتراه، أو يعلّمه بشر أو كان يعلم القراءة والكتابة، والمبطلون: مشركو مكة أو كفار اليهود وغيرهم، فبما أنك كنت لا تتلو قبل القرآن من كتاب ولا تكتب، فلم يعد هناك سببٌ للريبة؛ أي: الشّك واتهامك بالباطل.