{شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ}: بينما أنتم يا أهل مكة كفرتم بأنعمه، وأنّكم تزعمون أنّكم على ملة إبراهيم، وإبراهيم -عليه السلام- كان شاكراً لأنعم الله.
الأَنْعم: هي أخص من النّعم، وتعني: النّعم الظّاهرة؛ فهو شاكراً لأنعم الله الظّاهرة. والنِّعِم: تعني الظاهرة والباطنة، وشاكراً لأنعمه: أي: بعض نِعِمِهِ؛ لأن شكر النِّعِم كلها لا يستطيع عليها أحد، كما إن إحصاؤها لا يقدر عليه أحد، كذلك شكرها، والنِّعِم: جمع كثرة، والنَّعَم: جمع قلة مقارنة بالنِّعِم.
{اجْتَبَاهُ}: مأخوذ من جبيت الشّيء: إذا أخلصته لنفسك وجبيت الماء في الحوض؛ إذا جمعته، أو خصه الله بنعم خاصة به، أو الاجتباء يكون بعد الاختيار: اختاره للنبوَّة، وأن يكون خليلاً للرحمن.
{وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}: هداه هداية خاصة، هداية المعونة إلى الإسلام، الصّراط المستقيم الّذي لا عوج فيه.
والصّراط: تعني: الواسع، والموصل إلى الغاية، وهي النّجاة من النّار، والفوز بالجنة بأقصر زمن، ومسافة، ومن دون عوائق.