ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون وتوكل على الله ولا تبال بمعاداة أعداء الدّين لأنّك:
{لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}: أيْ: إنك لن تستطيع أن تسمع هؤلاء الموتى؛ أي:(الكفار) وشبهوا بالموتى وهم أحياء، وشبههم بالصّم؛ لأنّ آذانهم لا تعي وتنتفع بما تسمع، وشبههم بالعمي؛ لأنّهم فقدوا البصيرة وليس البصر فهم عطلوا كلّ حواسهم فهم لا يسمعون ولا يرون ولم يعد ينفعهم نصحك لهم أو تذكيرك أو إنذارك.
{إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}: جملة تعتبر توكيد لحال صممهم، فهم لا يكتفوا بتعطيل حواسهم لكي لا يسمعونك ويرونك بل يحاولوا أن يولوا مدبرين، أي: الفرار والهرب منك؛ لأنّهم لا يريدون الجلوس إليك خوفاً من أن تنذرهم بشيء يقضُّ مضاجعهم، ولذلك تراهم يبتعدون عنك ويولوا على أدبارهم خائبين حين يرونك.