{قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}: أي: هم الوحيدون الذين قالوا مثل هذا القول: (ربنا اغفر لنا ذنوبنا…) فيها مدح للقائل.
وهناك من قرأ هذه الآية بضم اللام؛ أي: وما كان قولُهم إلا أن قالوا؛ أي: هم لم يقولوا غير هذا القول (ربنا اغفر لنا ذنوبنا…)؛ أي: فقط قالوا هذا القول، ولم يقولوا غيره من الكلام في أثناء المعركة، والقتال، وفيها مدح للمقول.
فصار لها معنيان: هم الوحيدون الذين قالوا هذا القول، وتلك المقولة كانت المقولة الوحيدة التي قالوها أثناء الحرب والقتال، إذن نِعم القائل ونعم المقولة.
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}: وهم في أرض المعركة يذكرون الله تعالى، ويتوبون إليه، ويسألونه أن يستر ويعفو عن ذنوبهم السابقة، وقد يستشهدون في سبيل الله بعد ثوان، أو دقائق، أو ساعات.
{وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا}: الإسراف: مجاوزة الحد؛ أي: إذا ارتكبنا كبيرة قالوا ذلك خشية وتقرباً إلى الله.
{وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا}: في مواطن القتال، وأرض المعارك، وثبت أقدامنا على دينك، ولا تزغ قلوبنا.
{وَانصُرْنَا}: أي: حقق فوزنا.
{عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}: لأن النصر لا يكون إلا من عندك أيها العزيز الحكيم.