للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة سبأ [٣٤: ١٦]

{فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}:

{فَأَعْرَضُوا}: الفاء للمباشرة والتّرتيب، أعرضوا: عن شكر المنعم وجحدوا بنعمه، وكفروا بالله، وقيل: بعث الله سبحانه لهم عدة أنبياء يدعونهم إلى عبادة الله تعالى ويذكرونهم بنعمه، فكذبوهم وأنكروا نعمه، والإعراض هو أن لا تستمع إلى المحدّث وتنصرف عنه ولا تؤمن بما يقوله، فماذا كانت النّتيجة:

{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ}: الفاء للتعقيب والمباشرة، أرسلنا عليهم سيل العرم بعد أن انهار سد مأرب مما أدى إلى سيل العرم: فطافت الأرض والجنان والبيوت، وغرقت البساتين والثّمار بسبب سيل العرم الّذي لا يطاق؛ لشدته والمندفع بقوة وغزارة، سيل: هو الماء الّذي يسيل على وجه الأرض بعد أن تشرب الأرض منه، العرم: السّيل المندفع بشدة لا يطاق لغزارته، يؤدي إلى الفيضان وإتلاف الحصاد والحب والثّمار والمنازل والأثاث، وغرق الكثير من النّاس.

{وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ}: بعد أن سبّب سيل العرم الدّمار والخراب وإهلاك الحرث، تحولت جنتاهم إلى جنتين ذواتي أُكلٍ خمطٍ مرِّ الطّعم وحامض.

{وَأَثْلٍ}: شجر لا ثمر له كثير الأغصان.

{وَشَىْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}: شجر النّبق قليل الفائدة قليل الثّمار، شجر ذو أشواك. وسمّى الجنتين ذواتي الأُكل الخمط والأثل وشيء من سدر قليل: "جنتين" على سبيل التّوبيخ والتّهكّم وكان بإمكان الخالق أن يجعلهما جنتين خاويتين على عروشهما، ولكن يريد أن يذكّرهم ويريهم بأمّ أعينهم قدرته على إهلاك أشجارهم المثمرة وإبدالها بأشجار لا ثمار لها لتكون عليهم حسرة.