المناسبة: أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- أقبل هو وأصحابه، ومعهم الهدي معتمرين فصدهم المشركون فصالحهم الرّسول على أن يرجع عنهم، ثمّ يعودوا في العام القادم، وهو صلح الحديبية، فلما رجع رسول الله مع أصحابه افتخر المشركون؛ إذ ردُّوه يوم الحديبية، ومنعوه من دخول مكة في ذلك العام، فأقصه الله منهم، وأدخله مكة في الشّهر الّذي ردُّوه فيه من العام المقبل.
{الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ}: أي: إذا قاتلوكم في الشّهر الحرام «اسم جنس» يعني: الأشهر الحرم فقاتلوهم في الشّهر الحرام، أو الأشهر الحرم والباء للإلصاق.
{وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ}: الحرمات جمع حرمة، والحرمة ما منع الشّرع من القيام به، والقصاص بمعنى المساواة. ارجع إلى الآية (١٧٩) من سورة البقرة للبيان، فمن جرح جرح بمثل ما جرح به، ومن قتل قتل بمثل ما قتل به، وإذا صدوكم عن الدخول إلى المسجد الحرام في ذي القعدة من العام الماضي، فأنتم داخلون المسجد الحرام في ذي القعدة من العام المقبل.