{وَقَالَ يَاأَسَفَا عَلَى يُوسُفَ}: الأسف: هو أشد الحسرة، أو يا مصيبتاه، وزيادة الألف فيه دلالة على شدة الحزن، والألم، وأبلغ من قوله: يا أسفِ، يا أسفي، وفيه تعجُّب أيضاً، وهذا الأسف لا يتعارض مع الصّبر الجميل ما دام يعقوب لوحده.
{وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ}: الحُزن بضم الحاء: هو الألم النّفسي، وضيق في الصّدر على شيء مضى، وله زمن معين قد يطول، أو يقصر، ثمّ ينتهي، أما الحَزن بفتح الحاء: فهو لا ينتهي أبداً؛ إلا بموت الفرد؛ فهو الحُزن الشّديد منذ فقدان يوسف إلى فقدان أخيه، هذه السّنين الطّويلة، سبَّب له ابيضاضاً في العين، وضعفاً، أو فقدان البصر، وسببه كما نسمِّيه (كتاركت).
{فَهُوَ كَظِيمٌ}: حزين ساكت ممتلئٌ غيظاً، وحزناً، وغماً، ولا يظهر غيظه، ولا كربته لأحد من النّاس، ولكنه من شدة الغيظ يريد أن ينفجر، ويشتكي ويخبر بحاله. ارجع إلى سورة آل عمران، آية (١٣٤)؛ لمزيد من البيان.