{أَفَعَيِينَا}: الهمزة للاستفهام التّوبيخي لمنكري البعث والحساب، أفعيينا من الإعياء، أي: العجز وهو انقطاع أو ضعف القوة.
{بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ}: أفعجزنا عن بدء الخلق حتّى نعجز عن إعادته. وما دمنا لم نعيَ في بدء الخلق، فلن نعيى في إعادة الخلق، بل هو أهون علينا، كما قال تعالى:{وَهُوَ الَّذِى يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}[الروم: ٢٧].
{بَلْ هُمْ}: بل: للإضراب الإبطالي، أيْ: لم نعيَ أو ما عيينا بالخلق الأوّل: أيْ: كما خلقناهم أول مرة قادرين على إعادة خلقهم مرة ثانية. ضمير فصل يفيد التّوكيد ترجع إلى منكري البعث والحساب.
{فِى لَبْسٍ}: لبس: حيرة وشك أو خلط، لا داعي له؛ لأنّ الإعادة هي أهون من الابتداء إن كانوا يعقلون. والله سبحانه ليس عنده أمر صعب وأمر هين، إنما يخاطب الناس على قدر عقولهم فالكل عنده هيِّن.
{مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}: أي: هم في حيرة وشك من خلق جديد، وهو البعث وليس الخلق الأول؛ لأنه سبحانه قال:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[الزخرف: ٨٧].