السبب الأول:{فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا}: الفاء: للتوكيد؛ أيْ: بسبب ظلمهم بسبب ما ارتكبه اليهود من ذنوب، مثل نقضهم الميثاق، وكفرهم بآيات الله، وقتلهم الأنبياء بغير حق.
حرَّم الله طيبات أحلت لهم سابقاً، وقد ذكرها الله في سورة الأنعام، الآية (١٤٦)، فقال:{وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِى ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ}.
وحدث هذا في زمن موسى -عليه السلام- ، ثم جاء عيسى -عليه السلام- ، فأحلَّ لهم بعض الذي حرَّم عليهم.
السبب الثاني:{وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا}:
فالتحريم كان سببه الظلم من جهة، وصدّ الناس كثيراً عن سبيل الله، من جهة أخرى.
الباء: باء السببية، أيْ: بسبب.
{وَبِصَدِّهِمْ}: الصد: المنع والصرف؛ أي: منع الناس من الدخول في دِين الله، واتباع الحق، وقيل: عن سبيل الله؛ أي: الإسلام، وذلك بسبب كتمانهم البشارة بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
{كَثِيرًا}: تعني: الكثير من الناس، أو تعني: القيام بالصد المتكرر، والمتجدد، والمستمر، أو تعني: الوقت، يصرفون الوقت الطويل في القيام بالصد عن سبيل الله، أو تعني: الكل.