{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً}: كما جعل الله سبحانه على أعين كفار مكة حجاباً مستوراً لا ترى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحياناً، وعطل سمعهم أحياناً؛ كذلك جعل على قلوبهم أكنَّة: أغطية؛ جمع كنان: غطاء.
{أَنْ يَفْقَهُوهُ}: أي: يفهموا القرآن يفهموا أسراره ومعانيه وحقائقه التي تبعث على الإيمان بالله وحده. أن: حرف مصدري للتعليل، وما جعل الله على قلوبهم أكنَّة؛ إلا بعد أن قالوا عن أنفسهم: قلوبنا في أكنَّة مما تدعونا إليه، وفي آذاننا وقر؛ أي: ثقل في السّمع؛ لكيلا يسمعوا هذا القرآن، أو ما يقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سماع يُستفاد منه بالرجوع إلى طريق الهداية، والإيمان، والتّوبة.
{وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْآنِ وَحْدَهُ}: أي: إذا ذكرت ربك وحده، ولم تذكر آلهتهم الّتي يظنون أنها ستشفع لهم، أو تقربهم من الله زلفى، أو قلت: لا إله إلا الله وحده، وذكرت آيات تدل على التّوحيد؛ خافوا مما سمعوا.
ثم {وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا}: (أعطوك ظهورهم)، وابتعدوا عنك فارين لا يريدون سماع ما تقول، ولا يريدون منك أن تذكر الله وحده.