{اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ}: الخطاب موجه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والاستهزاء: يعني: التّحقير، والتّكذيب، والتّصغير من قدر الشخص الآخر، أو الشّيء، والاستخفاف به، والعيب عليه.
{بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ}: برسل: الباء: للإلصاق.
{مِنْ قَبْلِكَ}: منذ زمن قريب؛ مثل: عيسى عليه السلام… وغيره من الرسل.
{فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا}: فأمليت: الفاء: للترتيب، والتّراخي في الزّمن، والإملاء: هو الإمهال لمدة طويلة، أو التّأخير في العقوبة.
{ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ}: ثمّ: للترتيب، والتّراخي في الزّمن، أو للترتيب الذّكري.
{أَخَذْتُهُمْ}: بالعقوبة، والقتل، والهزيمة، والبلاء، والأخذ يكون عادة أليماً شديداً.
{عِقَابِ}: نكرة ليدل على شدته، وهوله عقاباً شديداً مثيراً للعجب.
لنقارن قوله في هذه الآية:{فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}، وقوله في سورة الحج، وسبأ، وغافر:{فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}: من الإنكار.
آية:{فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}: تأتي في سياق أعمال السّخرية، والاستهزاء، والتّكذيب؛ فيكون العقاب شديداً، وأليماً، بينما:{فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}: تأتي في سياق الأعمال الأقل من السّخرية، والاستهزاء، ولكن أعمال تستحق الإنكار، والإنكار قد لا يصاحبه عقاب بل مجرد تحذير، أو عدم الرّضا بما عملوا؛ فكلمة عقاب: أشد، وأقوى، وتعقب الاستهزاء بدين الله، ورسله… وغيرها.