{قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَؤُا}: قالت الملكة، يا النّداء والنّداء من الأعلى إلى الأسفل بعكس الدّعاء من الأسفل إلى الأعلى، الملأ: مستشاريها من أعضاء الدولة والوزارات، أو ممثليهم، الملأ: مشتقة من كونهم تراهم العيون دائماً يتحدثون باسم القوم. ارجع إلى سورة المؤمنون آية (٢٤) للبيان.
{أَفْتُونِى فِى أَمْرِى}: الفتيا: هنا تعني: أشيروا عليّ برأيكم من الشّورى، في أمري: مع أنّ الكتاب كان موجه إلى الكلّ لقوله: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَىَّ وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ}[النمل: ٣١]، فالأمر يهم الجميع، ولكنها نسبت الأمر إلى نفسها؛ لأنّها وقومها يد واحدة فأمرهم أمرها وأمرها أمرهم، ويدل على رعيتها.
{مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا}: متخذةً قراراً أو مبرمة أمراً أو قاضية بحكم.
{حَتَّى تَشْهَدُونِ}: حتّى حرف نهاية الغاية، تشهدون: تحضرون، تشهدون الجلسة وتدلون بآرائكم, وحذف الياء يدل على أنها شهادة مؤقتة لظرف معين, وليست دائمة تنتهي بانتهاء الحرب أو الاستسلام لسليمان.