{يَذْكُرُ الْإِنسَانُ}: لماذا لا يذكر هذا الإنسان المنكر للبعث؟
{أَنَّا}: للتعظيم.
{خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ}: لا يذكر النّشأة الأوّلى، فتلك أعجب وأبلغ على قدرة الخالق؛ لأنّ إعادة الخلق أهون عادة من بدء الخلق، وذلك إذا استعمل موازينه العقلية؛ أمّا في ميزان الله سبحانه فليس عنده شيء هين، وشيء صعب؛ فالكلّ متساوٍ، ولمجرد أن يشاء يكون الخلق قد وجد، وقبل أن يقول: كن فيكون.
{وَلَمْ يَكُ شَيْـئًا}: الشّيء: هو أقل القليل، وشيئاً: نكرة تعني: لم يكن إلا العدم.
{يَكُ}: تدل على العدم، أو من تراب، أو نطفة. لم يك شيئاً: ذا أهمية حتّى يُذكر، وصغر الكلمة تدل على صغر الشّيء، ولم يقل: يكن.
ولنقارن هذه الآية (٦٧) من سورة مريم مع الآية (١) من سورة الإنسان: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْـئًا مَّذْكُورًا}.
في سورة مريم قال تعالى:{وَلَمْ يَكُ شَيْـئًا}، وفي سورة الإنسان:{لَمْ يَكُنْ شَيْـئًا} مذكوراً أضاف النّون، وبناءً على القاعدة اللغوية: زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى؛ أي: زيادة في التّوكيد.
ففي سورة الإنسان: الآية جاءت بصيغة الاستفهام التّقريري بدلاً من الإخبار بالنّشأة الأولى؛ أي: خلق الإنسان، وفي سورة مريم: الآية جاءت في سياق الرّد على منكري البعث، وإعادة الخلق، وهم لا ينكرون الخلق الأوّل، أو النّشأة الأولى، فجاء الرّد بـ:(يك) بدلاً من (يكن) أقل توكيداً.