للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة مريم [١٩: ٢٧]

{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْـئًا فَرِيًّا}:

{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ}: فأتت: الفاء: للترتيب، والمباشرة؛ أتت به؛ أي: جاءت مريم بعيسى إلى قومها، وبما أنّ المجيء كان بسهولة استعمل: أتت به، عادت به إلى قومها، ويبدو أنّها لم تواجه مشقة، أو صعوبة بعد أنّ اطمئنت إلى ما ستقوله إذا سئلت عن عيسى، ورأت الكثير من آيات ربها، وكان يكفي القول: فأتت به، ولكنه أضاف: تحمله؛ أي: كسائر الأطفال يحتاج إلى من يحمله رغم كونه قادراً على أن يكلم النّاس، ولكنه ما زال وليداً غير قادر على المشي؛ فهذه آية من آيات الله سبحانه؛ فهو أحد الأطفال الّذين تكلموا في المهد.

{قَالُوا يَامَرْيَمُ}: فلما رآها قومها تحمل ابنها، قالوا: يا مريم بنت عمران.

{يا}: النّداء: للبعد.

{لَقَدْ جِئْتِ شَيْـئًا فَرِيًّا}: لقد: اللام: تفيد التّوكيد، وقد: للتحقيق.

{جِئْتِ}: قمت بشيء. فرياً: من افترى. جئت: من جاء، والمجيء فيه مشقة وصعوبة مقارنة بالإتيان (من أتى).

{فَرِيًّا}: مختلقاً؛ أي: كذباً لا نصدقه؛ عظيماً، أو عجباً. قاله ابن عباس -رضي الله عنهما- ، أو خارقاً للعادة؛ شيئاً يكذبه العقل؛ حيث ولدت بولد من غير أب، وفرياً: مختلقاً، مشتق من: افترى الكذب؛ أي: اختلقه، أو اصطنعه.