للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة فاطر [٣٥: ٤٤]

{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَىْءٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَلَا فِى الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}:

{أَوَلَمْ}: الهمزة للاستفهام والتّعجب، الواو في أولم تشير إلى جملة أخبار مثل فهل ينظرون، أولم يسيروا في الأرض فينظروا.

ولم يقل: أفلم: يأتي بالفاء، إذا كان ما قبلها هو سبب لما بعدها فيقول: أفلم يسيروا بدلاً من: أولم يسيروا، وكذلك يأتي بالفاء للأمور الأشد توكيداً أو تهديداً أو توبيخاً، والخبر في أفلم واحد.

{يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ}: جاء بصيغة المضارع الدّالة على التّجدُّد والتّكرار، أيْ: فيها حثٌّ وحضٌّ على تكرار السّير أو زيارة تلك الأمكنة الّتي شهدت مهلك الّذين كذبوا رسلهم، وكيف دمَّر الله عليهم.

قال: في الأرض ولم يقل: على الأرض، في ظرفية؛ لأنّ الطّبقة الغازية المحيطة بالأرض تعود على الأرض فهي غلاف الأرض.

{فَيَنظُرُوا}: الفاء للتعقيب والمباشرة، ينظروا: أيْ: نظرة عينية بصرية، على دمار وإهلاك الظّالمين من قبلهم مثل قوم عاد وثمود ولوط وفرعون.

{كَيْفَ}: للاستفهام الإنكاري.

{كَانَ عَاقِبَةُ}: تذكير العاقبة بالقول كان عاقبة تدل على العذاب (من خصائص القرآن) وتأنيث العاقبة كما لو قال: كانت عاقبة لدلَّت على الجنة أو الحسنى.

{الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: الّذين اسم موصول من قبلهم: من تدل على الزّمن القريب، أيْ: من أهلك من قبلهم من زمن أو عهد قريب.

{وَكَانُوا}: الواو للتوكيد، كانوا في الماضي.

{أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً}: أشد من قريش قوة، أيْ: أكثر عدداً وعُدة.

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَىْءٍ}: وما الواو استئنافية، ما النّافية.

الله ليعجزه: اللام في ليعجزه للتعليل والتّوكيد، ليعجزه: أيْ: لا يفوته أو يسبقه شيء أو يفلتوا من عقابه.

من شيء: من استغراقية شيء نكرة تعني: أيَّ شيء مهما كان صغره أو كبره أو حاله، والشّيء: هو أقل القليل، يفلت من عقابه.

{فِى السَّمَاوَاتِ وَلَا فِى الْأَرْضِ}: تكرار لا، يفيد التّوكيد، لا في السّموات ولا في الأرض ولا في كلاهما.

{إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}: إنه للتوكيد، كان يشمل كلّ الأزمنة الماضي الحاضر والمستقبل، كان ولا زال وسيظل سبحانه عليماً قديراً.

وما كان الله ليعجزه من شيء في السّموات والأرض؛ لأنّه سبحانه عليم قدير، فهو قد جمع العلم والقدرة.

(عليماً) صيغة مبالغة من عالم بحال عباده ومخلوقاته وكونه وما يعملون.

لا تخفى عليه خافية، يعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا يعلمه.

(قديراً): على الانتقام، والأخذ ولا يعجزه شيءٌ في السّموات ولا في الأرض.