{وَكَمْ أَهْلَكْنَا}: الواو استئنافية، وكم هنا هي كم الخبرية وتفيد الكثرة، أيْ: كثير من القرى أهلكناها والقرية تعني: البنيان وأهل القرية معاً.
{مِنْ قَرْيَةٍ}: من ابتدائية.
{بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا}: أي: كفرت بأنعم الله، والبطر: قيل: هو سوء استعمال النّعمة وعلى رأسها عدم شكر المنعم أو استعمال النّعمة في معصية الله، أو أن يرى النّعمة أقل من مستواه أو تتجبر أو تتكبر على النّعمة فلا ترضى بها، وتطلب أعلى منها، والبطر: يشمل التّبذير والتّمرد والطّغيان، والأكل من رزق الله وعبادة غيره.
{فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ}: الفاء للتوكيد، تلك: اسم إشارة واللام للبعد، مساكنهم: منازلهم.
{لَمْ تُسْكَن مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا}: لأنّهم لم يخلفهم أحد بعد هلاكهم من ولد ولم يتركوا أحداً يسكن فيها، إلا أداة حصر قليلاً؛ أي: المسافرون ومارُّ الطريق كما قال ابن عباس.
{وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}: نحن ضمير منفصل يفيد التّوكيد، الوارثين: أيْ: لم يتركوا من يرثهم وكنا نحن الوارثين بقيت مهجورة وخراباً.