للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة القصص [٢٨: ٤٦]

{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَّحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}:

{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَّحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}: ما كنت: ارجع إلى الآية (٤٤) السابقة. بجانب الطور: بجانب الجبل الذي كلمه الله سبحانه موسى، والطور: أقل من الجبل حجماً وارتفاعاً. إذ: ظرف للزمن الماضي بمعنى حين نادينا موسى، ولكن نحن أخبرناك بذلك، وأرسلناك وكلا الأمرين رحمة من ربك.

{لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ} اللام لام التّعليل والتّوكيد، قوماً ما (النّافية)، أتاهم من نذير أتاهم: العرب أو أهل مكة.

{مِنْ قَبْلِكَ}: أيْ: لم يُرسَل إليهم رسول من قبلك ينذرهم، وهذا هو الثّابت، فلم يأت العرب رسولٌ بعد إسماعيل إلا أنت لتنذرهم كما أنذر آباؤهم.

والإنذار: هو الإعلام مع التّحذير.

{لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}: لعلهم: للتعليل، لعلهم يتذكرون ما أنذروا به ولا ينسونه مرة أخرى، ولعلَّهم يتذكرون ما حدث لموسى وفرعون وملئه والأقوام الّتي أُهلكت من بعدهم ولا ينسون ذلك، فيؤمنون بالله ويتوبون إليه.