{يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِّينِ}: خطيئتي: هو صغائر الذنوب يوم الحساب، يغفر لي خطيئتي: يسترها ويمحوها. انظر كيف جاءت خمس آيات تعدد بعض نعم الله تعالى الآية (٧٨، ٧٩، ٨٠، ٨١، ٨٢)، ثلاثة منها جاء فيها الضمير (هو) للتوكيد والحصر، وأما الآية (٧٨)، والآية (٨٢) لم يذكر فيها ضمير الفصل (هو)؛ لأن الموت والحياة والغفران خاصة بالله وحده.
وهذا هو إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء وخليل الرّحمن يدعو ويقول: أطمع وهذا هو أدب الأنبياء، فمهما قدَّم الإنسان من الأعمال الصّالحة فهو دون ما يستحق الله من العبادة، وإذا قيل: ما نوع الخطيئة الّتي يتحدَّث عنها إبراهيم عليه السلام فهناك من قال: إنّها حين أخطأ وقال لقوله: إنّي سقيم أو حين قال: بل فعله كبيرهم هذا، وقوله أنّ سارة أخته وليست زوجته، والله أعلم. هذا ما قاله مجاهد، وروى البخاري عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب».