البحر: الموقد والمملوء ناراً، من سجر الشيء: أوقد عليه حتى أحماه (جعله ناراً حامية) وهناك من المفسرين من قالوا: هذا يحدث في الآخرة تشتعل البحار بالنيران، والحقيقة العلمية تثبت لنا أن البحر المسجور هو أمر قائم الآن في حياتنا وطبقات الأرض السبعة: الطبقة الأولى: وتسمى لب الأرض، وهي طبقة صلبة مكونة من حديد جامد وغيره من المعادن مثل الرصاص، والنحاس والطبقة الثانية المحيطة باللب، وهي طبقة مكونة من حديد بشكل سائل وغيره من المعادن، ويحيط بهذه الطبقة الثانية ثلاثة أوشحة، ثم الصفيحة القارية، ثم القشرة الأرضية.
فتحت مياه البحار نار مستعرة، أيْ: تحت الماء نار، وتحت النار ماء، فالماء لا يطفئ النار ولا النار تبخر الماء، ولولا هذه الوسيلة من التدفئة لقيعان البحار لما استطاعت الحيوانات البحرية العيش ساعات، فهذا التوازن بين الماء والنار آية من أروع الآيات الكونية الدالة على عظمة الخالق وقدرته على الإبداع، حيث الماء والنار من الأضداد، ولذلك سماه البحر المسجور. ارجع إلى سورة التكوير آية (٦) لمزيد من البيان.