المناسبة: بعد أن ذكر الّذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام كما حدث في الحديبية، وذكر المشاعر والمناسك والحج، يأذن الله في الآيات التالية بقتال الكفار الّذين يصدون النّاس عن الحج، والدفاع عن المقدسات والضعفاء.
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}: إنّ: للتوكيد، يدافع: صيغة مبالغة من: يدفع، قد تكون مرة واحدة وينتهي الأمر، أمّا (يدافع) تعني باستمرار وتكرار، يدافع عن الّذين آمنوا بقوة واستمرار، سواء في معركة أو إذا أصابهم ظلم وقهر من عدوهم، يدافع عنهم ضد أعدائهم وخصومهم، وهو سبحانه أقوى وأعظم قوة من كلّ عدو لدينه وأوليائه، وفي هذه الآية بشارة للمؤمنين وتطمين لهم، ولكي يدافع الله عن المؤمنين لا بدّ للمؤمنين من إعداد كلّ ما يستطيعون من قوة ورباط الخيل والتّوكل على الله.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}: إنّ للتوكيد، كلّ خوّان: صيغة مبالغة: كثير الخيانة مراراً وتكراراً، والخيانة عظيمة ليست خيانة بسيطة، كفور: صيغة مبالغة: كثير الكفر، أصبح الكفر شغله الشّاغل.
الفرق بين خوّان كما في الآية من سورة الحج، وخائن كما في قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}[الأنفال: ٥٨]، الخائن: تصدر منه الخيانة مرة واحدة أو خيانة في أمر غير عظيم، أمّا الخوّان: كثير الخيانة، أو يخون خيانة عظيمة أو في أمر هامٍّ جداً أو خيانة متكررة.