{بُشْرَى}: جعل الإمداد بالملائكة بشرى حصراً وقصراً؛ بشارة لكم بالنّصر، والبشرى: الإخبار بما يُسر به المخبر؛ أي: خبر يُسركم، ولأول مرة.
وانتبه لحذف لكم؛ لم يقل: بشرى لكم، وإنما قال فقط: بشرى؛ لأنّه تقدَّم قوله سبحانه:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}، وكذلك قال:{إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}، فلا حاجة لإعادة ذكر لكم للمرة الثّالثة.
{وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ}: جاء باللام: للتوكيد، وقدَّم به على قلوبكم، ولم يقل: ولتطمئن قلوبكم به (كما ورد في آية آل عمران ١٢٦)، هذا التقديم يفيد الاختصاص؛ أي: لتطمئن به قلوبكم لا بغيره لكي تثبت بعدما أصابها من الخوف الشديد من المشركين، وقدَّم به الّتي تعود على الإمداد بالملائكة مباشرة قبل أن تهلع قلوبهم، وترتعد أمام جيش الأعداء؛ الّذي يفوق بالعدد والعدة.
فجاء بذكر الإمداد أولاً قبل القلوب؛ لأن الإمداد بالملائكة هو الأهم؛ لأنه يُطمئنُ قلوبهم؛ فتبقى صامدة.
{وَمَا}: الواو: استئنافية. ما: نافية للتوكيد.
{النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}: إلا أداة حصر؛ أيْ: من عند الله، ولا تحسبوه من عند الملائكة؛ فالناصر هو الله وحده، وليس الملائكةُ، ولا أيُّ أحدٍ.
{إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}: إن: حرف مشبه بالفعل؛ يفيد التّوكيد. العزيز: الغالب الّذي لا يقهر، القوي الممتنع لا يحتاج إلى أحد، ولا يناله أحد؛ أيْ: لا يُغلب، ولا يُقهر، الحكيم من الحكمة؛ أي: الحكيم في تدبيره لخلقه، وكونه، والحكيم من الحكم: الحاكم؛ فهو أحكم الحكماء، وهو أحكم الحاكمين.