{يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْـئًا}: شيئاً: نكرة قد تعني ظلماً؛ أي: أن الله لا يظلم الناس ظلماً مهما كان نوعه، وإن قل، أو تعني شيئاً من الأشياء مادياً أو معنوياً؛ تعني: أيَّ شيء مهما كان نوعه، وحجمه صغيراً، أو كبيراً؛ في الدّنيا، أو الآخرة؛ فكلّ مصيبة، وكلّ بأساء، وضراء تصيبهم: فهي بما قدَّمت أيديهم، أو هي ابتلاء لهم، ولرفع درجاتهم، ولمحو خطاياهم؛ وتعني: أنّ الله لا يظلم الإنسان في الآخرة بزيادة سيئة في ميزانه، أو نقصان حسنة من حسناته والمعنيان واردان.
{وَلَكِنَّ النَّاسَ}: ولكن: حرف استدراك، وتوكيد.
{أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}: بكسب المعاصي، والشّرك، وجحد نعم الله، وفعل ذلك منسوب إليهم.
{يَظْلِمُونَ}: يشركون، ومجيئها كفعل مضارع؛ تدلّ على التّكرار، والتّجدد، أو الاستمرار. ارجع إلى الآية (٥٤) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.