للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة هود [١١: ٧٧]

{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِاءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ}:

{وَلَمَّا}: لما: ظرف زماني بمعنى: وحين، وفي سورة الحجر آية (٦١) قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ} الفاء: تدل على التعقيب والمباشرة؛ أي: بعد أن تركوا إبراهيم -عليه السلام- .

{جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِاءَ بِهِمْ}: أيْ: ساءَه مجيئهم (أحزنه مجيئهم لعنده)، أو استاء من حضورهم، وأصابه غم؛ لاعتقاده أنّهم بشر، وليس ملائكة، وفي سورة العنكبوت آية (٣٣) قال تعالى: {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِاءَ بِهِمْ} زاد (أن)؛ ارجع إلى سورة العنكبوت آية (٣٣) للبيان.

{وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا}: لم يعد يُطيق، أو يتحمل وجودهم عنده، ضاق بهم صبره ووسْعُه، خوفاً من عدم استطاعته على تخليصهم من أيدي قومه، أو أذى قومه، ورغبتهم في فعل الفاحشة في هؤلاء الضّيوف. والذّرع: يعني: الطاقة والقدرة؛ لأنّ الذّراع واليد عنوان الطّاقة والقدرة، ووجودهم عنده، ومحاولة حمايتهم من قومه أمر فوق طاقته وقوته.

{وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ}: يوم شرُّه عظيم، وعصيب اشتقت من العصابة الّتي يربطها الإنسان على رأسه حين يعاني من شدة الصّداع، وغيره، أو عصيب مشتقة من العصب، وجمعها الأعصاب، ويعني: يوم مليء بالصداع؛ أي: هذا يوم شديد شره وبلاؤه.