{إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ}: إنّه للتوكيد، يعلم الجهر من القول: الخطاب هنا موجَّه للجميع يعلم الجهر من القول الصّادر من كلّ واحد وفي وقت واحد، وإذا تكلَّم الجميع بصوت عالٍ، وفي وقت واحد، فإنّه يعلم ما يجهر به كلّ فرد وكلّ كلمة تقال في نفس الوقت، ومن هو القائل، ولو تكلم كل أهل الأرض لميز من القائل, وما قاله فلا تختلط عليه الأصوات سواء كانت سراً وجهراً؛ فعلم الجهر أعظم من علم السّر وأبلغ، وليس كما يظن البعض بالعكس.
{وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ}: الكتمان غير الإخفاء، كتم الشّيء يعني الشّيء ظاهر الوضوح، ولكن صاحبه يحاول كتمه والكتمان يتعلَّق عادة بشيء مادي، أما الإخفاء: فقد يشمل شيئاً معنوياً أو مادياً مثل النّفاق يحاول إخفاءَه.