للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة البقرة [٢: ١٧٢]

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}:

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: نداء جديد للذين هم على درب الإيمان؛ إما بتكليف جديد، أو فعل شيء، أو الكف عن شيء، أو أمر، أو بيان حكم، أو تحذير، أو تخيير، وهكذا، والهاء: للتنبيه، والياء: للبعد، والأمر هنا هو.

{كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}: {مِنْ}: ابتدائية، وتعني بعض.

{طَيِّبَاتِ}: الطّيبات جمع طيب، والطّيب هو الحلال الطّاهر.

{مَا رَزَقْنَاكُمْ}: ما: اسم موصول، ما هنا لغير العاقل.

{وَاشْكُرُوا لِلَّهِ}: واشكروا المنعم على نعمه الّتي فيها أكل الطّيبات، واشكروا لله فيه انتقال من ضمير المخاطب إلى ضمير الغائب للفت الانتباه.

{لِلَّهِ}: اللام: لام الاختصاص، والاستحقاق.

{إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}: {إِنْ}: شرطية تفيد القلة؛ أي: قليلاً ما تشكرون، ولم يقل: إن كنتم إياه تشكرون، بل قال: {إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}: فهذا يدل على أنّ الشّكر عبادة، والعبادة أعم من الشكر، وقدَّم إياه للاختصاص والحصر، وأنّ الشّكر لله وحده المنعم.