سورة القصص [٢٨: ٣٠]
{فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِىَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّى أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}:
{فَلَمَّا}: الفاء للترتيب والتّعقيب، لما.
{أَتَاهَا}: من الإتيان، المجيء بسهولة، ولازال في طريقه للوصول إلى المكان المقصود لم يصل بعد، ولم يقل: فلما جاءها: المجيء فيه صعوبة والمجيء أعم ويعني قد وصل إلى المكان المقصود.
والطّريق إلى الطّور قسم منه قد يكون سهلاً، وقسم قد يكون صعباً ووعراً.
{نُودِىَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ}: من شاطئ الوادي الأيمن بالنّسبة لموسى أو القادم إلى الطّور. والشاطئ: اسم للبر الملاصق للبحر.
{فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ}: البقعة: اسم للجزء من الأرض، وفي سورة طه آية (١٢) قال تعالى: {إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}.
{أَنْ يَامُوسَى}: أن تفيد التّوكيد واليقين.
{إِنِّى}: للتوكيد.
{أَنَا اللَّهُ}: أنا: بصيغة المفرد للدلالة على التّوحيد، الله: اسم العلم الدّال على ذات الله العليَّة واجب الوجود، اسمه الجامع لكل صفاته وأسمائه الحسنى.
{رَبُّ الْعَالَمِينَ}: رب بصيغة توحيد الرّبوبية والرّب الخالق الرّزاق والمدبر والمربي، فهو سبحانه جمع بين الألوهية والرّبوبية معاً واصفاً ذاته العلية قبل أن يوحي إلى موسى ما أوحى، وفي ذلك تثبيت لقلب موسى في ذلك المقام الرهيب.
ولو قارنا هذه الآية من سورة القصص مع آيات سورة النمل لوجدنا اختلافات أخرى مثل:
في سورة القصص: {فَلَمَّا أَتَاهَا} [آية: ٣٠]، في سورة النمل: {فَلَمَّا جَاءَهَا}.
في سورة القصص: {نُودِىَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى} [آية: ٣٠]، في سورة النمل: {نُودِىَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِى النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا} [آية: ٨].
في سورة القصص: {إِنِّى أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [آية: ٣٠]، في سورة النمل: {إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آية: ٩].
تفسير ذلك: أتاها (وهو في طريقه لم يصل بعد): {نُودِىَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّى أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، ولما جاءها (وصل إلى النار): {نُودِىَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِى النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.