سورة الأعراف [٧: ٤٠]
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُجْرِمِينَ}:
{إِنَّ}: للتوكيد.
{كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}: آيات القرآن، أو الآيات الكونية الدالة على وحدانية الله سبحانه، والبعث، والحساب.
{بِآيَاتِنَا}: الباء: للإلصاق، إلصاق الكذب بالآيات.
{وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا}: أعرضوا عنها، ورفضوا العمل بها، عناداً، واستكباراً، استكبروا: طلبوا الكبر، وهم ليس أهلاً له؛ أيْ: لا يملكون مؤهلاته، والألف، والسين، والتاء: تفيد الطلب. ارجع إلى سورة البقرة آية (٨٧) لمزيد من البيان.
{لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ}: لا: النافية، أبواب السماء: كناية عن عدم قبول أعمالهم الصالحة، لا تفتح لأعمالهم، ولا لعباداتهم، ولا لدعائهم أبواب السماء، أو لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء، أو لا تفتح لهم أبواب السماء بالخيرات الإلهية كناية عنه الحرمان.
{السَّمَاءِ}: أي: السماء المعروفة، وتشمل السموات السبع، أو قيل: السماء هي كل ما على الإنسان يسمى سماء.
{وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}: وهذا يشير إلى الجنة في السماء.
{يَلِجَ الْجَمَلُ فِى سَمِّ الْخِيَاطِ}: يلج يدخل: الولوج: هو الدخول بصعوبة من شدة التماس، أو الضيق، والجمل له ثلاثة معانٍ كلها تدل على استحالة دخولهم الجنة:
١ - الحبل الغليظ، المفتول، المستعمل من ألياف الحصر المفتولة.
٢ - الجمل العادي؛ أي: الذكر من الإبل، مقابل الناقة.
٣ - اسم لجنس سمك معين، يسمَّى سمك الجمل.
{فِى سَمِّ}: ثقب الإبرة؛ أيْ: سم الخياط: ثقب الإبرة، وهذا مستحيل؛ أيْ: يدخل الجمل في سم الخياط.
وكذلك: دخول الذين كذبوا بآياتنا، واستكبروا عنها في الجنة، مستحيل.
{وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُجْرِمِينَ}: وكذلك؛ أي: مثل هذا الجزاء دخول المجرمين الجنة مستحيل؛ أو كما هو مستحيل أن يلج الجمل في سم الخياط، كذلك مستحيل لهؤلاء الذين كذبوا بآياتنا، واستكبروا عنها أن يدخلوا الجنة، وكذلك نجزي المجرمين الكافرين؛ أيْ: لا ندخلهم الجنة. ولبيان معنى المجرمين ارجع إلى سورة الأنعام آية (٥٥).