{وَمَا كَانَ لَهُ}: ما النّافية، كان لإبليس، له: اللام لام الاختصاص، والضمير يعود على الشّيطان.
{عَلَيْهِم مِنْ سُلْطَانٍ}: عليهم: على سبأ، من: استغراقية؛ أي: سلطان مثل سلطان القهر والغلبة أو سلطان الحجة والبرهان؛ أي: لم يجبرهم بالقوة أو القهر أو الحجة والإقناع وإنما بالوسوسة والإغراء والتّزيين بالشّهوات والجشع.
{إِلَّا}: أداة حصر.
{لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِى شَكٍّ}: لنعلم: اللام للتعليل؛ أي: ما تركنا، أو أذنّا لإبليس بإغوائهم وإغرائهم والتّزيين إلا فقط لنقيم عليهم الحجة في الآخرة؛ لأنّ الله سبحانه لا حاجة له بهذا العلم لأنّه يعلم منذ الأزل وقبل خلقهم ما سيعملونه؛ أي: ليعلموا هم أنفسهم ما عملوه في الدّنيا فتقام عليهم الحجة، فلا يدّعوا أنّ الله لم يبتليهم، من يؤمن بالآخرة: الباء للإلصاق والدّوام يؤمن: يصدق بالآخرة والبعث والحساب والجزاء والجنة والنّار، ممن هو في شك: هو تفيد التّوكيد، منها في شك: في تردد، والشّك: تساوي كفة النّفي وكفة الإثبات؛ أي: ممن يكذب بالآخرة ولا يصدق بها.
{وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ حَفِيظٌ}: حفيظ: صيغة مبالغة من الحفظ، يحفظ أعمال العباد ليجازيهم عليها من خير أو شر، يحفظ عباده وأولياءه من مكايد الشّيطان والوقوع في الذّنوب والمعاصي واتّباع الشّيطان والمهالك، يحفظ خلقه وكونه حتّى تنقضي آجالهم.