{يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}: يؤذون: ارجع إلى الآية السّابقة، ويؤذون بصيغة المضارع تدل على التّجدُّد والتّكرار، والإيذاء يكون بالقول والفعل، بالقذف والظّن السّيِّئ والغيبة والنّميمة والكذب والبهتان، وبالفعل بالظّلم والعدوان والقتل والضّرب، وغيرها من وسائل الإيذاء والتّعذيب، وذكر المؤمنات بعد المؤمنين ذكر الخاص بعد العام؛ لأنّ المؤمنات يدخلن في كلمة المؤمنين، فقول والمؤمنات: تدل على التّوكيد على عدم إيذاء المؤمنات الغافلات.
{بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا}: أيْ: بغير ذنب أو سبب أو جريمة أو سيئة، والباء للإلصاق والدّوام، ما: بمعنى الّذي أو مصدرية، اكتسبوا: على وزن افتعلوا ولم يقل: كسبوا: اكتسبوا تدل على تكرار الكسب، أيْ: لم يفعلوا أيَّ شيء أو سبب لإيذائهم لكي يرموهم بالباطل والكذب.
{فَقَدِ}: الفاء للتوكيد، قد للتحقيق والتّوكيد.
{احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}: البهتان هو الكذب المتعمَّد الّذي يبهت ويدهش السّامع: أيْ: يقع عليهم إثم ذلك البهتان، أي: الكذب، وإثماً مبيناً: أي: ظاهراً جلياً لا يخفى على أحد، ولا يحتاج إلى دليل أو برهان.