أسباب النّزول: كما أخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر في أثناء حصار بني النّضير قام بعض الصّحابة بقطع بعض شجر النّخيل وإحراقه لإغاظة بني النضير، فقال بنو النّضير: كيف ينهى محمّد عن الفساد في الأرض، ثم يأمر قومه بحرق النّخيل وقطعه. فنزلت هذه الآية تُبيح عمل بعض الصّحابة، ولا إثم عليهم وكل شيء قطعوه أم لم يقطعوه كان بإذن الله.
{مَا قَطَعْتُم مِنْ لِينَةٍ}: ما: النّافية، قطعتم: قطع كامل أو بعض الأغصان.
من: ابتدائية بعضية، لينة: نخلة شجرة نخل وجمعها أليان، واختيار لينة بدلاً من نخلة؛ لأن لينة تعني: كرام النّخل أو نوع من النّخل غنية بثمرها ولثمرها ألوان مختلفة واحدها لون أو لينة.
{أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا}: أيْ: لم تقطعوها وتركتموها قائمة على سوقها وجذورها.
{فَبِإِذْنِ اللَّهِ}: فبأمر الله تعالى.
{وَلِيُخْزِىَ الْفَاسِقِينَ}: أي: الإذن بالقطع، ليخزي: اللام للتعليل، الفاسقين على فسقهم، والخزي هو ذل لهم وفضيحة، أخبر جبريل عليه السلام رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك الحكم، أيْ: لا إثم عليه ولا على المؤمنين. والفاسقين: جمع فاسق، وهو الخارج عن الدين، أو متعدي لحدود الله ورسوله. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٦) لمزيد من البيان.