سورة غافر [٤٠: ١٣]
{هُوَ الَّذِى يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ}:
{هُوَ}: تعود على العلي الكبير الصّفة الأولى، هو للتوكيد.
{الَّذِى}: اسم موصول يفيد التّعظيم.
{يُرِيكُمْ آيَاتِهِ}: الصّفة الثّانية، آياته الكونية بما أودع في سمائه وأرضه من الآيات الدّالة على عظمته وقدرته ووحدانيته مثل الشّمس والقمر والليل والنّهار والنّجوم والكواكب والجبال والبحار والسّحاب والبرق والرّعد والصّواعق الدّالة على أنّه هو الإله الحق واجب الوجود.
الخطاب للناس كافة، يريكم: رؤية بصرية.
{وَيُنَزِّلُ لَكُمْ}: اللام لام الاختصاص (الصّفة الثّالثة).
{مِنَ السَّمَاءِ}: من السّحاب الرُّكامي، والسّماء تعريفها: هي كلّ ما علاك.
{رِزْقًا}: أي المطر سمي بالرّزق (بالمجاز المرسل) المطر الّذي هو سبب الرّزق لكم كما قال تعالى: {مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [النّحل: ١١].
والرّزق يشمل الطّاقة الشّمسية وإنزال الحديد، والنّجوم المليئة بالمعادن الثّمينة.
{وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ}: الواو: استئنافية، ما النّافية.
يتذكر: هذه الآيات ويتعظ بها ولا ينساها.
إلا: أداة حصر؛ أي: لا يغفل عن آيات الله الّذي ينيب إلى الله مراراً وتكراراً.
من: استغراقية.
ينيب: الإنابة: السّرعة في التّوبة وكل منيب تائب وليس كلّ تائب منيباً، فالمنيب هو الّذي يذنب الذّنب فيسارع في التّوبة، والمنيب سريع التّذكر كلما أذنب أعقبها بتوبة سريعة.
والتّذكر والإنابة يوجبان الإخلاص.