{بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا}: وصلا مجمع البحرين أفضل ما قيل عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس.
{بَيْنِهِمَا}: بين: ظرف مكان؛ أي: مكان اختلاط مائهما، والبين: هو الفراق، والبعد الفاصل.
{نَسِيَا حُوتَهُمَا}: في هذه الآية قال تعالى: نسيا (بالمثنى)، وفي الآية (٦٣) من نفس السورة قال: نسيت (بالمفرد)، الحقيقة كان واجب موسى وفتاه أن يكونا حذرين ولا يغفلا عن ذلك الأمر المهم؛ لأن موسى كان متعباً ونام أو أخذته سِنة عند الصخرة ولم يشعر بما حدث للحوت، ونسي يوشع أن يخبر موسى عن الحوت (السمك الحوت)، وقد أعده للأكل، وكان فتى موسى يحمله في مكتل (سلة)؛ فخرج الحوت (السّمكة) من السّلة، ودخل كوة محفورة في الأرض متصلة بماء البحر (سرداب)، وكان موسى في ذلك الوقت في غفوة؛ حيث كانا يأخذان استراحة عند الصّخرة، وهما لا يدريان أنّ هذا هو المكان الّذي يبغيانه، وموسى نائم، ويوشع يقظ؛ فرأى يوشع ما حدث للسمكة كيف أعاد الله سبحانه الحياة لها، وخرجت من السّلة (المكتل)، وتوجهت في طريقها إلى البحر سرباً، وبعد أن أفاق موسى نسي يوشع أن يخبره بما حدث للسمكة.
{فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ}: فاتخذ: الفاء: للمباشرة، والتّرتيب؛ اتخذ سبيله في البحر سرباً: اتخذ: شق.
{سَبِيلَهُ}: طريقه، والهاء: هاء الضمير تعود على الحوت (السمكة).
{سَرَبًا}: السّرب نفق صغير سرداب محفور بالأرض ينتهي في البحر؛ أي: خرج الحوت من السلة ودخل في السرب.