{وَقَالُوا}: أي: الّذين أشركوا للذين أنكروا عليهم عبادة الملائكة أو الأصنام.
{لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم}: أيْ: لو شاء الله ما عبدنا الملائكة، أيْ: مُنعنا من عبادتهم، أو أنزل علينا الرحمن شيئاً يخبرنا بذلك، وهو كلام حقٍّ يُراد به باطلٌ، أيْ: حُجَّة باطلة.
{مَا}: النّافية، تنفي الحال غالباً.
{مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ}: ما النّافية، لهم: اللام لام الاختصاص، بذلك اسم إشارة يشير على زعمهم الباطل.
{مِنْ عِلْمٍ}: من استغراقية تستغرق أيَّ علم نُقل إليهم أو نُزل عليهم أو سمعوه من رسلهم بطريقة الوحي أو الإلهام.
{إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}: إن نافية أقوى نفياً من (ما)، هم: تفيد التّوكيد، إلا: أداة حصر.
{يَخْرُصُونَ}: الخرص هو الحزر والخرص من دون تحقيق يشبه الكذب، يخرصون في أقوالهم أنّ الملائكة إناث، أو بنات الله، أو لو شاء الرّحمن ما عبدناهم.
ما هو الفرق بين {إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}{إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}[الجاثية: ٢٤].
الآية:{إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} جاءت في سياق زعمهم أنّ الملائكة بنات الله. أما الآية:{إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}: فجاءت في سياق إنكارهم للبعث.
ولنعلم أنَّ (إن هم إلا يخرصون) أسوأ وأقبح من (إن هم إلا يظنون)؛ لأنّ الخرص هو حزر وكذب والظّن هو أعلى درجة من الشّك.