للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سورة يس [٣٦: ٣٥]

{لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ}:

{لِيَأْكُلُوا}: اللام لام التّعليل، الأكل هنا من الفاكهة، وأكل الفاكهة ليس دائماً متواصلاً كأكل الحب المتواصل الدّائم الّذي قال عنه: فمنه يأكلون؛ لأننا نحتاج إلى الحب بشكل دائم، أمّا أكل الفاكهة الّتي تؤكل أحياناً قال: ليأكلوا.

{مِنْ ثَمَرِهِ}: أي ثمر النّخيل والأعناب.

{وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ}: ما: نافية أو اسم موصول، أي: ما عملته أيديهم ولكن القدرة الإلهية هي الّتي أخرجته لهم، أو لم تعمله أيديهم بل أيدينا، أو ليأكلوا من ثمره والّذي عملته أيديهم؛ أي: هم الّذين قاموا برعايته والعناية به، فالله سبحانه يعطي الإنسان حقه ودوره مهما كان يسيراً، والاحتمالات كلّها واردة وكلها صحيحة.

{أَفَلَا يَشْكُرُونَ}: الهمزة همزة استفهام إنكاري على عدم شكرهم، وتوبيخ وتعجب على ترك الشّكر، وألا: أداة حث وحض وتحمل معنى الأمر على شكر المنعم.

وإذا قارنّا أفلا يشكرون مع {فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} [الواقعة: ٧٠]:

في الواقعة فلولا تشكرون فيها حث وحض على الشّكر أشد وأقوى من أفلا يشكرون التي فيها تحذير وتهديد أقوى وأشد من أفلا تشكرون. ارجع إلى سورة الأعراف آية (١٠) لمزيد من البيان في معنى الشكر.