{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا}: من الإقامة؛ أي: الأخذ به كاملاً، والخطاب موجَّهٌ إلى الرّسول -صلى الله عليه وسلم- وإلى أمته.
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ}: الوجه: دليل الذات، فالوجه يعني الذات (مجاز مرسل) والوجه أشرف الأجزاء، فأقم وجهك للدين: تعني الإقبال عليه والأخذ به كاملاً (فلا تؤمن ببعض وتكفر ببعض) والاستقامة والثبات عليه والإخلاص لله بالتوحيد، وإسلام الوجه.
{حَنِيفًا}: مسلماً؛ أي: مائلاً عما دون الله أو غير الله.
{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}: الفطرة هي: الإسلام؛ أي: الزم فطرة الله التي فطر النّاس عليها، والفطرة هي: الخِلْقة التي خلق الله عليها النّاس فطرة الإيمان بالله تعالى والإسلام.
أي: اتبع الدين القيّم، واتبع فطرة الله تعالى التي فطر النّاس عليها.
{لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}: لا تبديل لدين الله بالشرك أو البدع، أو لا تبدلوا خلق الله بالبَتْك أو التغيير.
{ذَلِكَ}: اسم إشارة، واللام للبعد يفيد المدح.
{الدِّينُ الْقَيِّمُ}: المستقيم الذي لا انحراف فيه والحق. والقيم لغةً: جمع كلمة قيمة، والقيم: الذي لا تقوم الحياة إلا به، هو مجموعة من التشريعات الربانية المشتملة على الأخلاق؛ دين الله دين الإسلام، الدين القيّم؛ أي: الحق.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}: لكن: للتوكيد، لا يعلمون التوحيد والإسلام وأنه الدين القيّم الحق، وضرورة الاستقامة عليه، وفطرة الله.