{بِمَا}: الباء: للإلصاق؛ ما: اسم موصول بمعنى: الّذي، وأوسع شمولاً من الذي، والكفر يعني: كفر العقيدة، وإنكار وجود الخالق ووحدانيته، أو جحد النّعمة، وسترها، وإنكار المنعم.
{آتَيْنَاهُمْ}: من الإيتاء: وهو العطاء، ولمعرفة الفرق بينهما: ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة.
ليكفروا: بنعمنا، أو ليجعلوا ما أنعمنا عليهم سبباً للكفر، والشّرك، أو كلا الأمرين؛ كقوله:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا}[إبراهيم: ٢٨]؛ فهم من جهة جحدوا بأنّ الله أنعم عليهم، ولم يشكروه على نعمه، ولم يكتفوا بذلك، بل صيَّروا هذه النّعم سبباً في الإسراع، والزّيادة في الكفر.
{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}: فسوف: الفاء: للتوكيد؛ سوف: أداة للاستقبال البعيد، والتّراخي؛ أيْ: يوم القيامة، أو في الآخرة.
{تَعْلَمُونَ}: عاقبة كفركم، أو شرككم، أو جحدكم لنعم الله؛ كقوله تعالى:{قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ}[الزّمر: ٨]، وفي الآية تهديد ووعيد.
انتبه إلى التّحول من صيغة الغائب ليكفروا بما آتيناهم إلى صيغة المخاطب: فتمتعوا فسوف تعلمون؛ لأنّ المخاطبين في هذه الآية قسم غائب، وقسم حاضر.
قارن هذ الآية مع الآية (٦٦) من سورة العنكبوت: {لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}: الكلّ في هذه الآية من الغائبين.