{أَبَقَ}: تستعمل تحديداً للعبد الّذي يهرب بسرعة وخوف من سيده للتخلص من الأذى والمشقة، فشبه خروج يونس -عليه السلام- من بين قومه وترك البلد بغير إذن أو أمر من ربه بهروب العبد من سيده، ولهذا الإباق سبب فسرته الآيات الأخرى، فانظر في سورة الأنبياء الآية (٨٧).
{إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}: الفلك تستعمل للمفرد والجمع، والمشحون: المملوء بقوم نوح الذين نجوا معه، وبعض الحيوانات الأليفة والمتاع.
رُوِيَ عن ابن عبّاس قال: لما أنذر يونس قومه بالعذاب القريب فلما تأخَّر نزول العذاب خرج يونس متخفياً فقصد البحر فركب السّفينة فبعد أن ركب فيها توقفت حركتها لا تتقدَّم ولا تتأخَّر، فقال ركاب السّفينة: فيها عبد آبق من سيده فاقترعوا فوقعت القرعة على يونس، وأعادوا ذلك ثلاث مرات، وفي كلّ مرة يخرج اسمه، فقال يونس: أنا العبد الآبق فألقوه في البحر.