{خَالِدِينَ فِيهَا}: خالدين: الخلود يعني: المكث الطّويل، ولا يعني التّأبيد له بداية، وله نهاية، البداية: ساعة دخول النّار، بينما خالدين فيها أبداً؛ تعني: المكث الأبدي بلا نهاية؛ له بداية، وليس له نهاية، وهو الخروج من النار؛ فالّذين سيدخلون جهنم قسمان: القسم الأوّل: خالدين فيها، والقسم الثّاني: خالدين فيها أبداً.
وبما أن السّموات والأرض الجديدتين لن تتبدلا بعد ذلك؛ مما يدل على الخلود فيهما.
{إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}: إلا: أداة استثناء؛ ما شاء ربك: المشيئة ملزمة واقعة لا محالة، وهذا الاستثناء اختلف فيه؛ اختلف في تفسير هذا الجزء من الآية؛ فمنهم من قال: تعني أن كل شيء خاضع لمشيئة الله تعالى المطلقة يدخل الجنة أو النار من يشاء؛ لأنه سبحانه لا يجب عليه شيء ولا حق لأحدٍ عليه سبحانه وتعالى، ومنهم من قال: إلا ما شاء ربك تعني: من تأخير أو تقديم قوم على الدخول في الجنة أو النار لكون يوم القيامة قد يطول خمسين ألف سنة، والاستثناء يرجع إلى قبل الدخول في الجنة أو النار، ومنهم من قال: أن قسم من هؤلاء الداخلين في النار يبقى خالدين في النار أبداً، وقسم يخرج منها بعد تطهيرهم من ذنوبهم، وبقائهم فيها حسب ما يقدِّره الله سبحانه، ويشاء، وهناك من قال هذا الاستثناء يعني من يوم الحساب (يوم القيامة) الذي مدته خمسين ألف سنة، أو حتى يقضي الله بين الخلائق، وهناك من قال هذا الاستثناء يعني حياة البرزخ (القبر)، ومنهم من قال: أن الاستثناء في الآية يرجع إلى بعض أنواع العذاب غير الزفير والشهيق، والله أعلم.
{إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ}: إن: للتوكيد.
{رَبَّكَ فَعَّالٌ}: صيغة مبالغة اسم فاعل.
{لِمَا يُرِيدُ}: من الإرادة الّتي تعقب المشيئة؛ فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.